ما أشنع بعض رصّافينا حين يجلسون ” مُفتّلين شواربهم ” على كرسي هزّاز ، مُفاخرين بإنجازاتهم الـ “تعبانه ” شعريًا و الـ “هلكانه ” أدبيًا والمستهلكة فكريًا .. ينظرّون عن رؤية مستقبلية جديدة، تُمّكن الشعر من النهوض والتألق ، مُتحدّثين عن أبعاد وأفكار كانوا السبّاقين الى طمرها ودفنها بمنظوماتهم ” المهترئة ” التي يستحقون عليها الجلد والرفس والضرب لما فيها من كسر و”تَخْبيص” وسوء فهم وهضم، وعن أراء وإجتهادات ما كانت أصلًا من صلب تخيّلاتهم ولا مرّت يومًا حتى على دماغ أجدادهم و ( أعمالهم تشهد عليهم ).
فيُسمعونك مثلًا ،وهم يرشفون القهوة وينفثون السيجارة ، منظومات ” مُخلّعة ” يلزمها ” ألتيكو ” أو ” تلصيق سريع ” من أي صنف كان. كي لا “تشْلق” عن بعضها أو “مُحبّر عربي ومن الممكن مغربي ” حسب بلوغ قوة التكسير والكسر ومدى تأثيره في جسم القصيدة.
وإن حاولت تصحيح ما ” أهلكوك ” به .. يقفون بوجهك صائحين، ناقمين، كأن الله سبحانه قد خلقهم وكسر القالب. وما هذه الصورة الا تعبيرًا صادقًا عن الكثيرين منهم :
شِعْرو .. بْلا مسؤوليه
وكل حروفو مبريه
بيقصُد ينظُم قطعة شعر
بتطلع “رز بشعيريه”
Leave a Reply