# لم أعد في نقطة المركز في الساحة الفنية ومتوازن ومتصالح مع نفسي!
# مضيعة للوقت أن أكرر تجربة الآخرين والأجدى صرف جهودنا على ما يخصنا
# أنا بعيد عن الوسط وما الجدوى من تمنيات توقعني في الخذلان والندم!
# نعم أنا أنا وأعرف من أنا واترحم على سقراط الفيلسوف!
… يمر الزمان بالقرب منا فيترك بصمته علينا، ويخاوينا العمر فيرسم مشوار ملامحه فينا، ونصر أن نصادق البشر فنعيش معهم وحولهم بأشواك الفرح وتعب الحضور، وإن توافقنا مع الفن، وهو عملة نادرة يزرعها الله في قلة يختارها منا نسعد للتعب الذي يشاركنا الضوء…
وضيف حلقة اليوم من ملف ” أنا والزمن والفن” قدير في اخلاقه الإنسانية وبصداقته وتصرفاته، وأيضاً قدير في فنه وتعاطيه مع الزملاء وطلبه إنه نقولا دانيال…له بصمة في الدراما العربية من التلفزيون والمسرح والسينما والإذاعة إلى كل مفاصل الفن المحترم، لا يتنازل، ولا يجامل، لكنه لا يجرح ولديه ميزة قلما نجدها عند غيره، وهي التفاني والاخلاص في عمله، ولا ينق ويثرثر!
أجرى الحوار // جهاد أيوب
▪︎التمني
* أين أنت؟
– أنا في العمل، وإن لا، يعني أنا بين الأهل والعائلة..
* أين مكانك في الساحة؟
– لم أعد في نقطة المركز، ليس عن ضعف أو اعتزال، وإنما لأن العمل والمنافسة عرض وطلب.
* أين طلباتك الإعلامية؟
– قناعتي أن الاطلالة على الإعلام يجب أن تكون مقرونة بعمل جديد…لا احبذ أن أطل خالي اليدين…الفنان يطل ليتحدث عن جديده، وأنا لا أحب التنظير، لذلك لا طلبات بل تمني أي محبة الوطن!
* أين أنت من الوسط الفني؟
– أنا جزء منه وبعيد عنه…صدقني هكذا اريح وأرحم!
* أين أنت من الصداقة والإخلاص؟
– أصدقائي هم أصدقائي مهما تغيرت الظروف، لأنهم من زمن لن يتكرر.
والصداقة أمر صعب تحكمه ظروف وعشرة وتجربة تبني وتغني ووفاء يدوم… أما علاقاتي بالاخرين فطيبة ان بنيت على الصراحة والصدق المتبادلين.
* أين أنت من أنت؟
– أنا متوازن ومتصالح مع نفسي.
▪︎الأكذب
* هل أنت راض على وجودك الفني؟
– راض بما حققته للان… أحاول اليوم المحافظة على المرتبة التي حققتها لنفسي، ولكن الإستمرار في الموقع الذي احتله فرهن بالفرص المتاحة.
* هل أنت منسجم مع مشوارك الشخصي والفني؟
– جداً منسجم مع مشواري وحياتي، كلاهما نابع من قناعتي وخياري…أنا لا أقوم بأي فعل إذا لم اقتنع به.
* هل أنت تعيد تجربتك لو بدأت من جديد؟
– لا، لو قيض لي تجربة جديدة لأردتها تجربة تضيف، لا تستعيد ولا تراوح مكانها…الإعادة من أجل التكرار اعتبرها إعادة ناقصة…اطمح لتطوير ما كنت عليه!
* هل أنت الأكذب في عالمك؟
– في حياتي الواقعية أنا لا أعرف الكذب. أما في الحياة المركبة والمبتكرة التي يعيشها الممثل في الأدوار المنوعة فأنا شيخ الكذابين. فاذا سلمنا بالمفارقة التي يتصف بها الممثل ( le paradoxe du comdien) فان التمثيل هو “الكذب الحلال” باؤمتياز!!
* هل أنت تغدر الصديق ولا تهتم؟
– الغدر ليس من شيمي، كل من يعرفني يدرك ذلك، ولا أذكر أنني قمت بفعل الغدر، ولماذا أغدر وأنا عندي ما اطمح إليه ولا أغار أو احقد!
* هل أنت حققت أحلامك؟
-أحلامي أحلام ” واقعية “، كل عمل أنجزه بمتعة وأكون راضياً عنه، هو حلم يتحقق…وهذا لا يعني لا أحلام جديدة عندي وتنتظر التحقيق!
* هل استطعت أن تكون علامة فارقة في حياتك وفي فنك؟
– اترك الحكم لمن يعرفني في فني وفي علاقاتي الشخصية…أنت تعرفني حدد وخبر!
* هل أنت أنت؟
– نعم أنا أنا، كوني أعرف نفسي… رحم الله سقراط الفيلسوف.
▪︎الجهد
* من تتمنى أن لا يكرر تجربتك؟
– من المستحيل أن نكرر تجارب الآخرين، فالذات تختلف، وممكن أن نكرر بعض تصرفاتهم.
ثم، أليس مضيعة للوقت أن نكرر تجربة الآخرين، فالأجدى أن نصرف الجهد على تجربة تخصنا.
* من ساعدك في الحياة وفي الفن؟
– أهلي وأساتذتي وكل من عملت معه وتعلمت منه ولو بالمشاهدة ساعدوني، واضافوا لي ولتجربتي!
* من ساعدت في الحياة وفي الفن؟
– كل من طلب مني المساعدة وكنت قادراً عليها…أنا مؤمن بمساعدة غيري مهما كانت الظروف وبصمت وخارج الشوشرة!
* من صادقته وندمت على صداقته؟
– لا أحد صادقته وندمت، أعرف حدودي في الصداقة وفي الحياة، ولا اصادق من لا يستحق الصداقة!
* من الشخص الذي تتمنى أن تكون هو؟
– أنا راض عن نفسي، أعرفها وتعرفني، فما الجدوى من تمنيات قد توقعني في الخذلان أو الندم !؟
* من الذي صفعك ولا تسامحه؟
– أنا إنسان مسالم ومتسامح، لم أصفَع ولم أصفِع يوماً… أصلاً لا أفسح في المجال لخصام جسدي أو معنوي، يصل الى هذا الحد .
* من أنت؟
– أعتقد أن من سيقرأ أجوبتي السابقة، سيكون فكرة وافية عمن أكون…أنا بمجرد نقولا دانيال .
Leave a Reply