أنطوني نحول (المولود بدون أطراف) من للنشر:
هكذا توصلت إلى تأسيس شركتي الخاصة
جدال حول اليوغا بين الدين والطب
ويبقى السؤال هل هي رياضة روحية وجسدية أو ظاهرة شيطانية
وُلد أنطوني نحول بدون أطراف، وهو اليوم في الثانية والعشرين من عمره متصالحٌ إلى درجة لا توصف مع جسده، وذلك انطلاقًا من إيمانه بأن قوة إلهية حجبت حالته عن الطبيب الذي لم يكتشفها، وبالتالي لم يُعلم والداه بها قبل ولادته… أنطوني يقول إن رسالته هي نقل إيمانه إلى الناس بان حياتهم ستكون أفضل طالما آمنوا بقدراتهم مهما كانت الصعاب، وعلى هذا الأساس تدرَّج في علومه حتى تخرجه من التعليم الجامعي وبعيدًا عن مقاعد ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى وصل إلى تأسيس شركته الخاصة لتطوير المواقع الالكترونية وتطبيقات الموبايل…. هذه المحطات مترافقة مع المزيد من المعاناة بكل تفاصيلها قدمها نحول ناقلًا تجربته إلى الجميع من خلال إطلالته عبر برنامج للنشر، حيث تكلم عن كل شيء حتى عن حياته الاجتماعية الخاصة وحياته العاطفية… تكلم عن السهر ليلًا وعن الملاهي التي لم يتم تجهيزها لأصحاب الحالات الخاصة (لأنهم لا يتوقعون دخول أمثال أنطوني نحول إلى أماكن السهر) وهو بالطبع دحض فكرتهم، كما تكلَّم عن السباحة وسط دهشة بعض الرواد من المراقبين لحالته واعتراض أو انسحاب البعض الآخر…
صرخة وجع من القلب أطلقها والد الطفل محمد الدندشي، والذي يعاني من مرضٍ نادر يقعده في الفراش، وبحسب والده (ونقلًا عن الأطباء الذين التقى بهم) فإنّ الطفل لا علاج له في لبنان ويحتاج لمتابعة في الخارج وبكلفة 35000 يورو، وإلى أن يتحقق له ذلك فالوالد أحمد محمد الدندشي ملزم بالبقاء دون عمل للاهتمام بابنه المريض، الذي يحتاج إلى شخصين لتأمين حركته اليومية، في حين ثلاجة العائلة لا تحوي سوى أكداس من الأدوية التي يصعب تأمينها دون مساعدة من الجهات الإنسانية. ومن هنا كانت الصرخة بلسان الوالد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشر شريط فيديو يحكي فيه أحمد عن المرض النادر الذي يعاني منه الطفل محمد الدندشي مع عائلته في منطقة القبة – طرابلس والتي قد توصل الوالد حتى إلى بيع “كليتيه” أو “القرنيتين” لتأمين العلاج لابنه، محذِّرًا من عواقب خسارته لابنه التي ستدفعه إلى ارتكاب ما لا تُحمد عقباه.
بغض النظر عن الصدى الذي حقّقه مهرجان اليوغا الأخير في بيروت في أوساط المتابعين لهذه الظاهرة، التي يتزايد انتشارها في جميع الأوساط الاجتماعية و”العمرية” الشبابية وغير الشبابية، فقد فُتح باب الجدل على مصراعيه بين من يعتبر اليوغا أو التأمل التجاوزي (كما اصطُلح على تسميتها عربيًّا) رياضة ذهنية وجسدية، واصفين إياها برحلة التأمل والبحث عن السلام الداخلي، ما يتيح لهم الراحة والتناغم بين الجسد والروح، وبين آخرين يرون في “اليوغا” طقوسًا شيطانية لا بد من التحذير منها ومن مخاطرها. وإذا كان البعض يرى في ممارسة “اليوغا” بالطرق الاحترافية الصحيحة، ومن خلال اختصاصيين، منبعًا للسعادة النفسية والروحانية، فهناك من يصل أبعد من ذلك متجاوزًا الرياضة الروحية إلى حالة الإنسان الصحية مؤكدًا أنها تعمل على معالجة العمود الفقري، وهو رأي طرحه عمّار طربيه (اختصاصي في الطب الطبيعي)، وتتبناه أودري حبيقة (مدربة يوغا) التي افتتحت الفقرة ببعض الحركات الرياضية الخاصة باليوغا، خالفها في طرحها جملة وتفصيلًا الأب عبدو أبو كسم (رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام) الذي يقول في مواجهته لهذه الظاهرة إنها قد توقع من يمارسها بحالة تُشبه عبادة الجسد وعبادة الأصنام معترضًا على أساس الفكرة أي التأمل التجاوزي بمعنى أن يتأمل بقواه الذاتية بدل تأمله بالله، وبمعنى آخر أن اليوغا هي عبادة الجسد بوجه عبادة الله…على طاولة للنشر بالإضافة لهذه الآراء كان لجيزيل طربيه (كاتبة وباحثة في البُدع) معلوماتها التفصيلية حول أساس اليوغا ومنشأها معتبرة إياها عملية استقطاب دينية روحانية تحت ستار الرياضة الروحية.
في الموسم الماضي ظهرت زينب ابنة الثالثة عشر والنصف من عمرها في برنامج للنشر وهي حامل وكانت برفقة والدتها، بعدما طرحت معاناتها كطفلة مغتصبة في مواجهة لم يغب عنها المغتصب بالصوت عبر الهاتف… برنامج للنشر وكما وعد يومها تابع حالة زينب حتى وضعت مولودتها التي أسمتها حلا، وهي ما تزال تتهم الشخص نفسه (صلاح) باغتصابها وتحتكم إلى فحوصات الحمض النووي DNA لإثبات أبوته… لكن ما تبدّل اليوم أن زينب تصرخ بعلو الصوت بأنها لن تتنازل عن طفلتها مهما فعل صلاح بعدما يتأكد من أن حلا هي طفلته. رئيس بلدية قانا (قرية زينب) وبصفته محامي، قرَّر متابعة القضية قانونيًّا بدعمٍ من أهالي البلدة وبعضهم ساهم ماديًا في علاج الطفلة ووالدتها زينب لأن الأخيرة تعاني من ضيق تنفس جراء خوفها من فقدان طفلتها.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة شريطًا لطفلة تدعى آلاء دلول وهي تعبِّر عن حبِّها للأضواء والشهرة من الغناء والتمثيل والرقص إلى تقديم البرامج، آلاء التي تعاني من مرضٍ عُضال في الجينات، يُقال إنه عصيٌّ على العلاج، ما تسبَّب بفقدان قدمها يوم كانت في التاسعة من عمرها، وذلك نتيجة انتشار المرض في العضل والعظم، تملك من روح التحدي ما جعلها ترفض وضع شعر مستعار، وهي تتواصل مباشرة مع الناس أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث وصل عدد متابعيها إلى الآلاف في فترة زمنية قصيرة، أما في “للنشر” فتقترح أن تقوم هي بتقديم البرنامج بدلًا من ريما، كما تقترح أن تغني وتعزف موسيقى وترقص خلال الحلقة ليأخذ الجميع منها العبرة بأن ما يعانونه من صعوبات عادية يكاد لا يقارن مع وجعها وتحديها له، وهي بالرغم من ذلك تتحدَّى بالفرح وتُسهم في الرفع من معنويات من هم حولها وفي مقدمهم أهلها، فهي تعتبر نفسها جميلة جدًا بكل حالاتها وعلى الآخرين الاقتداء بها في هذا التحدي.
Leave a Reply