في صرعة التحديث والبحث عن كل جديد، وفي ظلّ الـ ” طَحْشَة ” غير المسبوقة على ركوب موجة التكنولوجيا الجامحة، يتباهى البعض في توجهه الى المنصات الرقمية التي تستقطبه مع أصدقائه لمشاهدة أعمال درامية في حلقات قليلة، تبتعد عن الحشو والإعلانات والأكاذيب الرقمية، وتعطيهم ” زَبَدْ ” الموضوع الخالص حيث لا تحتاج فيه القصّة الى تركيبات ومتاهات لإطالة أمد أحدائها.
ومع أن المنصّات أحدثت تقدّمًا ملموسًا عند جيل، شغلته الحدائة، وأصبح بمجمله جيل إلكتروني أكثر منه تليفزيوني، وأنه مُرتبط بالهاتف واللاب توب وبالتالي علاقته مع التليفزيون ضعيفة، فهذا لا يمنع أن يبقى التليفزيون المصدر الأول والأساسي للترفيه والمعلومات بامتياز في العالم العربي، على تعدد مصادر محتواه وألوانه وأنماطه، من محتوى إخباري وعاجل إلى ترفيهي وتثقيفي ورياضي، إلى برامج المواهب والمسابقات والمسلسلات الدرامية والأفلام.
وعلى الرغم من أن المنصات قد راعت منذ نشأتها أذواق الاجيال الحالية ، وعمدت على تظهير وصناعة الأعمال المحبوكة من دون مط أو تطويل أو حشو لأنها في الأساس أعمال تعتمد على التشويق والإثارة وسرعة إيقاع الأحداث، وكل ذلك يعد من عوامل النجاح ، بالإضافة إلى الوجوه الجديدة ذات المواهب الطازجة والأداء التمثيلي اللافت.
بيدَ أن الشاشة ما زالت تحظى بتأثيرها وجاذبيتها العائلية وأهميتها وواقعها وتعلق الملايين بها، على الرغم من رتابة سياسة الإعلانات وكثافتها التي تعتمد على معظمها في إستمراريتها لدرجة أن المشاهد قد ينسى ماذا كان يشاهد، إضافة لأن بعض الأعمال المعروضة تليفزيونياً لا تكون على مُستوى جيد، وحتى مستوى الإنتاج يكون أعلى،
لا يمكن ، أقلّه في الوقت الحاضر، أن تعلن هذه المنصات سيطرتها التامة على الجمهور الكبير والعريض ، ولم تستطع سحب البساط من تحت أقدام التليفزيون، إذ لكل نافذة إعلامية حضورها وجمهورها العريض..
Leave a Reply