أكثر ما يثير ضحكي وأسفي وحزني ، بعض من هؤلاء المتنطحين المتفزلكين من ” فَتافيت ” الصحافة الذين ينتشرون بوقاحة مدّعين أنهم يفقهون بالنقد، وينتظرون دعوتهم الى البرامج الإذاعية لإبداء وجهة نظرهم عمّا يجدونه مادة ” محرزة” لإنتقاد المسلسلات الدرامية التي تتنافس في السباق الرمضاني، والتي تُعرض على الشاشات اللبنانية والعربية.
فترى هؤلاء الظرفاء، يجلسون كلّ ليلة يدوّنون على مفكراتهم ما يجدونه هم – وليس عن علم أوخبرة أوتجربة – مادة دسمة لتعبئة الهواء، ولتبيان فصاحتهم اللامتناهية في تصويب الأمور.
ولو دققنا بما يقولون، نجدهم يسرقون المادة التي يكتبها بعض الزملاء المتخصصين حرفياً دون خجل، لا بل بوقاحة ما بعدها وقاحة..
والتعتير عند هؤلاء ( البعض ) السادة ، أن الفهيم بينهم لا يعرف أصول النقد، ولا فصوله وأبوابه، ولا مدارسه وطرقاته ( وقد تحدّثنا عن مهاراتهم الفارغة سابقًا) فلا داعي لتكرارها في حديثنا الآن…غير أننا نشير فقط إلى أن فاقد الشيئ مستحيل أن يعطي لو قلّد أو سرق من غيره!
ولكن.. ما يؤسفني فعلًا، أن البعض من هؤلاء يتحفوننا برأيهم عن أبطال المسلسلات، متكلّمين كالفقهاء عن رسم شخصّياتها، والبُعُد الدرامي، وعن معطياتها في الأدوار المُعطاة لها، منتقدين بعض الوجوه، ومتأسّفين على غياب بعضها الآخر، مرتكزين في إنتقادهم على معلوماتهم المحدودة التي تُصلح أصلًا حتى لدَردَشات نسائية، أو سوالف رجال من دون عمل في قهوة الشارع…(كلمات لا طائل منها ولا زَبَد)!
علمًأ، أن العديد من هذا البعض لا يتسنّى له مشاهدة المسلسلات لإنشغاله بأمور شخصيّة وعدم متابعة كافة المسلسلات بتوقيت واحد وعلى شاشات مختلفة ، كما أن هناك سبب أساس وهو إنقطاع الكهرباء الدائم في كافة المناطق اللبنانية!
أما مَن عنده العلم الوافر والمقدرة والممارسة، ومَن كان مُجيدًا في نقده العلّمي الصحيح والبنّاء، نشاهده اليوم ملتزمًا الهدوء وليس واردًا عنده أن يقدّم أي تعليل وتعليق ولا أن يُبدي رأيًا بكل ما يجري من مسلسلات بل يذهب الى الإعتذار عن دعواته الى البرامج على غرار ما حدث ويحدث مع صديقنا الناقد والكاتب الزميل الأستاذ جهاد أيوب، الذي تمنّع عن إجراء أيّة مقابلة نقدية صرفة، معتذرًا من كلّ المحطات الارضية والفضائية – المحليّة والعربية التي إتفقت معه من قبل ، لا لضعف منه أو خوف، إنما تحفظًا منه على إبداء أي موقف غير صائب ومُحقّ بسبب عدم قدرته على متابعة هذه الأعمال لإنقطاع التيّار الكهربائي المستمر، ولعدم تمّكنه حتى من مشاهدة الّا عمل أو إثنين (حسب تكرم رب الكهرباء علينا ) حسب تعبيره .
و هذه النوعية من الزملاء التي ينتمي إليها الزميل جهاد أيوب أصبحت قلة، ولكنها متواجدة بإقتدار، وبكل مرة تحترم رأيها، ومواقفها، ولذلك نتمنى على المتطفلين التعلم من درس إصدار أيوب لبيان اعتذاره، واحترام أنفسهم، فما يقال أو يكتب يعتبر مسؤولية وقد تصيب الفنان بالخيبة والتطاول والتجريح…
صحيح أن هذه الزمر المتطفلة محسوبة على الإعلاميبن، ولكن الإعلام والاحترام والتقدير براء منها…
Leave a Reply