ليس بعيبٍ.. أن يُفاخر أيّ شخص من صنّاع مسلسل درامي – لبناني أو من المشاركين به عن عمله البارع، شارحًا الأسباب الكثيرة التي أدّت ( برأيه ) الى نجاحه. كما من حقه التباهي بما أنجز وأعطى – بغض النظر عن محبّة المتابعين لهذا العمل أو عدمه.
لكن.. من المُعيب والمؤسف جدًا ، أن يتنطّح هذا الشخص ويتباهى أمام الناس وعلى الشاشات بأن عمله قد فاق وتفوّق بكثافة المشاهدات والإعجاب على جميع المسلسلات التي تتسابق معه في السباق الرمضاني بمحتلف الدول العربية وبلاد الإنتشار بحسب الإحصاءات التي أُجريت من قبل مجلّة ما أو شاشة محليّة ما.
ولا يتوّقف عن الإستفاضة بكلامه عن إحتلال عمله المراكز الاوليّة وتربّعه في أولى قائمة الصدارة، معدّدًا الدول العربية والأوسطية والعالمية التي تتحدّث العربية وغبرها من اللغات، شاهدته وأحبّته وأوصلته الى ما وصل إليه من نجاح خارق ومُبهر.
ويغرُب عن بال هذا الطيّب المتفاخر أن الدعاية الغوبلزية ( نسبةً لـ غوبلز ) لا تنطلي على جميع الناس، ولا تمرّ على فهيم ولا تقطع على عاقل.
لأن الناس تدرك تمامًا هزالة الإحصاءات التي تُجرى ، عادة ، على فئة من العامة تكون بمجملها محسوبة على الشاشة والمجلة وصنّاع العمل، ويكون رأيها تمامًا متناسبًا ومتوافقًا مع رأيها… فمن الطبيعي أن تكون النتيجة باهرة وبالأولوية. كما أن الجميع يعرف ، أنه لا توجد قوائم علنية عن هذه الإحصاءات ، تُعلن للناس وتُظهر التراتبيات بل تكتفي بعرض النتائج التي تكون عادة موضع شك ، ولا من ظواهر وبيانات مقنعة لها.
ولو سلّمنا جدلًا بهذه الإحصاءات التي تشهد على زيفها بنفسها، وقارنّا بطريقة حسابية بسيطة ، أن شعب لبنان بأجمعه قد صوّت لهذا المسلسل ، فلا يمكن له أن يتصدّر القائمة ويحتلّ الترند، لأنه لو إفترضنا أن شعب لبنان الذي يُقدّر بـ خمسة ملايين نسمة صوّت جميعه لهذا المسلسل ( وهذا من المستحيل )، فهذه الحفنة من الملايين قد يستوعبها شارع صغير في القاهرة أو في عواصم غيرها من الدول .
فكيف يمكن لهذا المسلسل أن يحتلّ الترند ( الكذبة الكبيرة )؟
كما أنّه كيف لشعب لا يتكلّم العربية ولا يفهمها، أن يصوّت لهذا المسلسل ويُبدي إعجابه به؟
ناهيك، عن أن كلّ من صنّاع المسلسلات يتفاخرون بأن عملهم هو الأول و ( ما حدا بينادي على زيتاتو عكرين). ويعودون بنا الى الدوّامة ذاتها.
Leave a Reply