مسخرة جديدة – قديمة ، تعتمدها بعض الأقلام الصحافية لإظهار غزارة معرفتها ( الفارغة ) في شؤون الفنّ والفنّانين.
وهي أن هذه الأقلام ، تبذل ما في وسعها لخلق وتحوير أحداث عن فنّان أو فنّانة، بدأت الشهرة تغزو بضوئها بعض مسيرته أو مسيرتها ، فـتختلق لها أحداثًا من واقع وهمي ، تجمع ” فَتَافيته ” في قالب مرّكب وصياغة هجينة، لتكتب عنها مواضيع كسيحة يلزمها الكثير من عناصر الدهشة والجذب ،وتقدّمها الى المتابعين تحت عناوين منّمقة ، غالبًا ما تكون خارج المضمون والموضوع ، وكل ذلك بقصد خلق نوع من الـ ” سَبَق ” الصحفي الذي يأتي دائمًا مملًا وفارغًا ،لا يجذب الّا القلّة القليلة من الذين لا يفقهون عن الفنانين شيئًا.
ويتمحور هذا الـ ” سَبَق” حول تركيبات تفتعلها هذه ” الزُمرَة” من الريّضين في الكتابة حيث تلجأ بين الفينة والأخرى الى إختلاق خلاف ، متفق عليه ، بين نجمة وزميلتها يكون أساسًا لا قيمة له ، أو تعمد الى إثارة ضجّة حول موضوع طلاق وزواج أو تصريحات هجومية وتصريحات مضادة و ” هَبَل قدّ ما فيك تشيل شيل” من أمور تعتقدها مثار حديث ولفت إنتباه ، وتضعه كلّه في خانة الـ ” سَبَق” الصحفي الذي سَبَقت الجميع بنشره والإعلان عنه.
وإذا لم تتوفق بـ ” سَبَقها ” العادي ، تتحوّل ناحية الفضائح و الـ ” شَبَق ” الجنسي ، ويدور ” تركيب الطرابيش ” وتطفح الى الواجهة قذارة الغرائز والـ ” مُصاحَبَة ” و الخيانة والعلاقات العاطفية ،لأن متل هذه الاحاديث تأخذ حيّزًا واسعًا عند المتابعين، ولأن الإنسان بطبعه مفطور على معرفة خصوصيات “المعروفين”، ويهمّه _ ولو بالشكل العرضي – معرفة أخبارهم ، تشفيًا أو شماتة أو كرهًا وتعميق معلومات.
وعليه تبني هذه الأقلام الأفلام َعلى الناس ـ لكن العبرة لمَن يصدّق تلك الصحافة الصفراء.
Leave a Reply