حال من الإتفاق المُبّطن والضُمني ، يسود تعاطي بعض الفنانين بين بعضهم البعض ، وإن مهّدت له الصدفة في بعض الأحيان وأسرعت في إظهاره الى العلن ليصبح مادة تتناقله وسائل الإعلام والصحافة المسموعة والمقرؤة.
حال من التمثيل و ” تقسيم الأدوار ” تسري بينهم ، يتفقون على تسريبها من خلال بعض الأبواق التي تعمل عندهم ، خصوصًا حين تُشعرهم أحاسيسهم بأن نجوميتهم قد خَفُتت بعض الشيء، فيعمدون الى تناول موضوع جَدَلي لا طائل منه ولا فائدة الّا أنه سيعيدهم الى الأضواء ولو بالقدر اليسير.
مهزلة كبيرة ، يجبرنا البعض منهم على معايشتها ، فيختلقون سيناريو ( طويل وعريض ) ويحعلون منه حدثًا – لو تُركَ أن يَمُرّ بشكل طبيعي ، لكان مروره عاديًا – لكن هؤلاء الطامحين لإستجذاب النظر ” يُبَهّرون ” نكهته و ” يُحَوّرون” مساره الطبيعي الى ” زَوَاريب ” مصالحهم ، مُحدثين منه إشكالًا كبيرًا ، محوّلين ” مسباره ” الى فضائهم الذي يأنسون له.
وتقوم ، عادةً ، هذه الإتفاقات على إختلاق حديث لـ فنّان يُدلي به لإحدى الصحف أو المواقع ،” يُمَرّر ” فيه كلمة نابية ( مُتَفق عليها ) بحقّ فنّان آخر، فيردّ عليه الآخر عبر وسيلة إعلامية ثانية ( من ضمن الأبواق المتعاقد معها ) مهاجمًا الأوّل بطريقة أعنف وأقوى ، فتحتدم التصريحات بينهما ( ضمن الإتفاق طبعًا) لتصل بهما الحال الى الوعيد والتهديد واللجوء الى المحاكم والإدعاء الشخصي الذي يبقى مجرد كلام و ” حكي جرايد”. فتتداوله بقيّة المواقع والصحف بشكل مكثّف ، ظنًا منها أن هذه المشكلة ستكون سَبَقًا صحافيًا ومُهمًا.
وتستعر حماوة المعركة عند الـ ” فانز ” الذين يفتحون نيرانهم الكثيفة بإتجاه خصم فنّانهم العتيد ، فلا يتركون ولا ” يبقّون ” من صفات سيئة الّا ويلصقونها بخصمهم ، ناعتينه بأبشع النعوت وأقذرها، لكأن المعركة أضحت شخصيّة بينهم والكلمة التي أشعلت الحرب دخلت التاريخ ولم تعرف طريقًا للخروج من فصوله.
لكن الجميل بكلّ هذا.. وعلى الرغم من إفتعال الإشكالات التي يختلقها بعض أهل الفنّ ، يجد المُتابع بعد فترة أن الحماسة قد ضعفَت ، وصفحة الخلاف قد طويت .. ويهدأ الـ ” فانز ” من هيجانه بسحر ساحر ، وتتناسى المواقع والصحف الخبر ” اللي بيشدّ الناس “،وتتصافى النوايا بين القطبين المتناقريَن اللذيَن وصلا الى مرادهما من خلال الضجّة التي أُفتعلَت .. ويبقى التهديد والشكوى الى المحاكم كلامًا فارغًا – كما أسلفنا ..وربما لم يجد أي منهما طريق المحكمة أو لم يعرف كيّفيّة تقديم الشكاوى.
Leave a Reply