حينما يخفُت وهج نجم من النجوم، ولم تعد الإضاءة تُظهره بشكل واضح ، ويُصبح وجوده ظلالًا ” مُغبّشًا ” مُتساويًا مع ” بَهْتَة البويا” المُطلّية على حائط الوقت ، وعندما يشعر في سكينة أعماقه ،أن رصيده تراجع عند المُتابعين، وأن الـ ” زَوْغَة ” التي عاشها بدأت تتلاشى رويدًا رويدًا.
يلجأ ( هذا النجم ) الى أساليب وتلفيقات ، يأمل فيها أن يستدر عطف متابعيه على أمل أن تعيده الى مساحة بعض الضوء. لأنه في قرارة نفسه يأبى أن يضحي نسيًّا مُنسيًّا وسط ” هَمْروجة ” التواجد التي ما زالت ” تُزَنّر ” بعضًا من أصحابه الذين ترافقوا معه بمشوارهم منذ البدايات. وهذه التفاعلات النفسيّة عاديّة وطبيعيّة داخل الذات البشرية التي تأنف – عادة – الإهمال والخبو.
فترى مجملهم يصطنعون الأحداث ويختلقون القصص التي تُسبّب في تحريك إشارات البحث عن أخبارهم في السوشال ميديا وبين الـ ” فانز ” وعند مصطادي الأخبار الفضائحية الذين يزيدون ” فوق الطين بلّة “وتسري تلفيقاتهم بين الناس كما تسري النار في الهشيم.
فثمّة مَن ترى ، أن البعض من هؤلاء يصطنع حدثًا صحيًا أو عائليًا أو ماديًا ليُسلّط الأضواء على شخصه من الناحية الإنسانية ، فيظهر للناس على أنه الضحيّة والمسلوب والمخدوع ، فتتعاطف معه الأكثرية ويستعيد من خلال ( هذا التعاطف ) بعضًا من هالته ورمزيته ويُصبح حديث الساحة والساعة، فيسترّد القليل من وهجه الذي كاد “الشحتار” أن يخفّف من لمعانه.
وثمّة آخر ، مَن يعتمد أسلوبًا مشابهًا ولو بطريقة ” كلاس ” أكثر ، ويكون في عزّ شهرته وزهو نجوميّته ، ليُثبت للمتابعين أنه ما زال الرقم الصعب في المعادلة الفنيّة التي لا يمكن التنازل عن أولويتها مهما كان السبب. فيتفق مع مَن يثق به على تسويق حدث ( من إخراجه ) ليجعل الأنظار تجول ناحيته أكثر فأكثر، فـ”يخترع ” قصّة الهجوم عليه من الحاسدين والمُبغضين الذين يشوّهون صورته ويضعونها في ” بازار ” الإنتقادات.
فكلّ هذه الحِيَل لم تعد تنطلي الّا على قِلّة من الناس الذين يُأخذون بروح الشَفَقَة والتأسّف، فيحزنون على ( مَن يجعلون من نفسهم ضحية ) ويتعاطفون معهم بكثير من التأييد والإنفعال، مُشفقين على ما تعرّضوا له من ظلم و( إن الله يقف الى جانب المظلومين).
جميل أن يتمسكن الإنسان ، وجميل ان يسعى لتثبيت موقعه .. لكن الـ ” مش جميل ” أن يمشي هذا الإنسان في إختلاق قصص .. لا بُدّ من أن تنكشف سريعًا.
Leave a Reply