يتسابق بعض “المُستقلمين ” ( أي = الذين يحملون أقلامًا ولا يفقهون ما يكتبون ) في عدد من المجلات والمواقع الإلكترونية على كتابة ” خَرْبَشات “، يريدون بها إظهار موهبتهم ومقدرتهم الـ ” سوبر مْشَقِشطَة ” في نقد المسلسلات الدرامية التي تُعرض على الشاشات خلال شهر رمضان الفضيل.
فيحرّرون كتابات” مُحَرْحِرَة ” ( بتْشَلفِطْ جَهل) لا يستطيع المرء أثناء قراءتها أن يُكمل ما ” خَرْبَشوه ” بسبب الدموع التي تنهمر من عينيه أسفًا على فَهمهم المجبول جَبلًا بـ عدم معرفتهم لأصول النقد ولِما تحتويه مقاربتهم للدراما من جَهل وإستزلام .
فيسردون على القارىء بخربشاتهم ما شاهده من المواضيع والقصص والصُوَر على الشاشة ، محلّلين ما يُحلّله ويعرفه الـ “تلفزيونجي”( أي= الذي يشاهد التلفزيون والمنصات ) بتحاليل باتت جليّة وواضحة عنده ، فلا يضيفون شيئًا على معلوماته .
و ينبرون بسطورهم مُعجبين في حبكة القصة وسياقها وما حوته من أحداث وبطولات وخروقات وجمال منظر ومظهر، لكأنهم بذلك( يشيلون الزير من البير) ويعطون للناس أشياء لم يشاهدوها ويعرفوها ، كما أنهم في أغلبيتهم يثنون على كاتب العمل والمُخرج والمُنتج الذي غالبًا ما ” يشّطون ” عن النص ويعودون لربط الأحداث بـ خَيْط الأساس الذي يُصبح ” مُنَسّلًا ” لكثرة ما يُحمّلونه من قصص جانبية ( ما إلها عَازة ولتعْبَاية الوقت وإطالة الحلقات). ويشيدون بالممثلين الرئيسيين الذين يلعبون الأدوار المُعطاة لهم ولا يشيرون الى غيرهم من الأبطال الثانويين أو العاملين في إنجاح المسلسل من معالجي الموسيقى التصويرية ومهندسي الصوت والأضواء ..وغيرهم.
ولم يتطرّق هؤلاء المُستقلمون ،ولو لمرّة ، الى النقد الصحيح المبنيّ على العلم والأصول الذي يتناول مقومات الدراما وضوابطها الفنيّة وزوايا الكاميرا والتصوير ،ووظائف الديكور والإكسسوار ،والإضاءة والألوان والمونتاج والميلودراما ،والعناصر المرئية للتكوين ، وأنواع وأشكال المرشحات ،والى ما هنالك من تقنيات أساسية لبناء الرأي وتحديد نجاحات العمل.
هَمّ هؤلاء المُستقلمون فقط ،أن “يحشو” سطورًا ،ويتزلّفون منبطحين إرضاءً لمُمَوّل ما أو منتج ما تحت عنوان “موضوع نقدي “ولو كانت نتائجه السقوط .
Leave a Reply