بثلاثين سنتًا يبيع المُتزلّف قلمه وحِبره الناشف، من دون أن يتَزَعْزَع عنفوانه وتهتّز كرامته، لأن الـ سَنْتات التي يحوشها بالنسبة له أهمّ بكثير من أخلاقياته والقِيَم التي يتسّلح بها كلّ سويّ .
فلا يهتّم لألسنة الناس ، على ما يقوم به ، ولا بـ ” وَشْوَشَاتهم و حَرْتَقاتهم ” لأنه يقِس كلّ شيء وفْقَ مصلحته غير خافيًا مفاخرته بـ ” يوضاس ” نفسه التي لو سَنَحت لها الفرصة لـ بَاعت أهلها وعشيرتها بثلاثين من الدولارات بدون خَجْلة ضمير ورَجْفَة يد .
و”نَتَدَعفَر ” بهذه النوعيّة من المُنْبَطحين يومًا بعد يوم في حَلَبَة التحليلات والإنتقادات التي باتت في مجملها ” تُقْزز” وتفرز مقالات تأنف و ” يَقْرَف ” على إستيعابها مَطمَرَي الـ”كوستابرافا” و ” الناعمة “، خصوصًا حينما تتناول مواضيع أكبر من حجم تفكيرها وأوسع من ” شَطْحة ” خيالها.
وكثيرًا ما نلحظ ” تَبْيّض الطَنَاجر ” في مقالاتها غير النافعة ( إلّا لِزِفْت النافعة )، فتُحَلّل على ذوقها الأفعال ، وتنتقد الأعمال ، متفلسفةً ، بانيةً من خيوط العنكبوت جبالًا ، ومن وَهنِ الخنفساء ماردًا عملاقًا ، مُسخّرةً ضميرها وعقلها وروحها لداعميها الذين يسخدمونهاا لمآربهم الشخصيّة ولغاياتهم النَفَعيّة.
ولا عَجَبَ ،فمَن إعتاد على الإنبطاح يعشق الزحف ولو كانت ” البَطْحة على السْيَاخ “.
Leave a Reply