ظُرفاءٌ بعض هؤلاء المُستكتبين الصحفيين ومراسلي المواقع الإلكترونية والطارئين عليها الذين يحاولون اللحاق بالتطوّر، وهُم في جهل مُطبق ، خصوصًا ، حين يتمسّكون بـ وَبَرات ذَيله، ويزحفون خلفه “مُشَحْشَطين” ماسحين ببطونهم الهَرِشَة غبار البقايا الـ ” مُصّمّخَة ” من بين حفافي الأرصفة التي ينام في ثناياها السوداء عِتْق الوقت والسنين.
مُدهِشون ،حين تراهم يسعون جادّين للِّحاق بركابه، ” مَشْدودين ” صوبه ،” يَتَشوْشَحون” في سَرَابه بـ “العرض والطول” مُتَخابطين و متناكفين مع المكشوف والمجهول والمُرّ والمَعسول بقصد الوصول الى ما يعتبرونه من الصُلب والأصول الذي يؤدي الى نتائج لامعة ونجاح ” مَكْفول”.
حقيقة مُرّة، يعيشها هؤلاء البعض الـ ” مُش مَعقولين ولا المَقبولين” المُتَعَمشقين والمُلتصقين والمَنفوخين بـ ” مَنْفَخ ” الجهالة، خصوصًا عندما نجدهم في كلّ لحظة وحين، متأهّبين ، متزاركين ومتسابقين الى ” خَرْبَشَةِ خَبْريات” لا تصلح للنشر .. إلّا عبر صفحاتهم الضعيفة التي ينقصها الكتير من الغذاء والـ “فيتامين”. ويجاهدون لإرفاقها ببعض الفيديوهات والصُوَر ( قاصدين بفعلهم هذا على أنهم من روّاد التطوّر)، ليأكّدوا سَبَقَهم الهزيل الذين يعتقدونه كاسحًا وثمين. مُشبّهين أنفسهم ( ومُصرّين على التشبيه ) بمُحرّري ومراسلي الـ ” ديلي ميل ” و الـ ” آرت نيوز” على الرغم من الفرْقِ الشاسع والكبير بينهم.
والمصيبة، أن كلّ واحدٍ منهم يدّعي صفة ” مْبَهبْطة ” عليه كـ رئيس أو مدير أو سكرتير تحرير، وهو في الأساس ” مْشَحّر تشحير ” لا يميّز بين الذهب والقصدير ولا بين القمح والشعير .
فالتطوّر الذي يحاولون إلتقاطه، يبقى بعيدًا عنهم بمساحات ومحيطات وسَمَاوات، لأن الحداثة الصحفية تتطلّب نمطًا جديدًا وأسلوبًا مغايرًا عمّا يقومون به، أقلّه في كتابة نصّ صحيح ومُصيب ،خالٍ من الأُميّة والأخطاء الإملائية واللغوية ، وفي صُوَرٍ تنّم عن إحترافيّة متناهية ، لا بصُوَر ” مُغَبّشة ” واهية، تتراقص مضامينها مع بياخة اللون و” رَجْفَة” التصويب. وتكون أكثرها (مأخوذة من موبايلهم اللي على الدقّة القديمة ).
ولكي يجدّوا في مواكبة التطوّر ويلحقوا بعضًا منه ( وهو الهدف الذي يطمحون إليه) ، على هؤلاء المُصابين بهَوَس الظهور أولًا ، أن يتعلّموا ممَن سَبَقَهم صياغة النَصّ و ” طَبْخ ” الخبر وإنضاجه بطريقة سَلِسَة ونشره بحرفية ( والعلم مش عيب) ..
وبعدها يبقى شأنهم في الركض كما يحلو لهم خلف ما يعتبرونه تطوّرًا…
Leave a Reply