للأسف الشديد، وبحزن أكيد و زفرات وتنهيد.. نشهد اليوم وافعًا مقززًا لبعض الدراما اللبنانية أو مجملها التي باتت تفقد أدنى الشروط التي تخوّلها لإحتلال الهواء على شاشاتنا.. إن كان من ناحية النصوص الضعيفة والأفكار السخيفة والإنتاجات الخفيفة وصولًا الى الإخراج حيث الهفوات والاخطاء المخيفة.
هذا الواقع الذي تعيشه بعض الدراما اللبنانية اليوم ( وهي في غرفة الإنعاش) .. وهذا ما نشاهده من اعمال أقلّ ما يقال فيها انها دون المستوى المطلوب، إنما الـ ” مضروب ” والـ ” مشذوب” .
وعلى الرغم من سوء الحال ، نجد بعض مَن يدّعي الغيرة عليها، فـ ” يَتَناوط ” علينا ليقول:
أن هذه الأعمال تلاقي إقبالًا عند المشاهد، فـ علامَ تتنطّحون وتسلّطون الأضواء على هذا الجانب الفارغ والبعيد عن الحقيقة ؟؟
ويُبحر في سرده العقيم وغيرالمُقنع مُدافعًا و مُهاجمًا لكأن الدراما كانت و مازالت صنع يديه ووليدة بنات أفكاره أو لكأنها قد أوكلت اليه مهمّة الدفاع عنها في الوقت العصيب وعند الملمات الكبيرة.
جميل أن بتناطح هذا البعض، ومن الطبيعي أن يطرح هذا السؤال، ولو أنه يدرك في أعماق نفسه أن واقع الحقيقة يختلف كليًا عمّا يتناوله في دفاعه المستميت و ” بَهوَراته ” الفارغة التي تبقى في دائرة ” رَغوات الكلام ” غير المجدية وغيرالمبنيّة على واقعية ومنطق.
صحيح أن المشاهد يتابع ما يبثّون له من أعمال ويشاهد ما يقدّمون له من مواضيع وأفكار.. لأن لا حول ولا سبيل له لتغيير أي شيء..
لكن بإعتقاد هذا البعض .. هل المشاهد راضٍ في قرارة نفسه عن كلّ هذا؟؟
هل هو معترف ان درامته اللبنانية تنافس باقي الدرامات الاخرى وتتغلّب عليها؟
هل هو مقتنع بالمواضيع التي تساق اليه ولا يسخر في جلساته الخاصة من هكذا مستوى (مرموق)؟؟
بالطبع لا..
المشاهد ناقد فذ وهو بطبعه مفطور على انتقاء ما هو جميل ويرفض ما هو رديء.. وهذا ما نؤكّده من خلال محادثتنا مع الكثيرين من الناس الذين يهتمّون بمشاهدة مسلسلاتنا المطروحة على الشاشات..
ولو تبّحر هذا البعض وإستقصى حقيقة القرف التي تترافق مع الكم الهائل من الناس ، لأدرك أن المشاهد سئم وإشمئّز من المدبلج بقصص الخطف والطلاق والخيانة وضجر من الحارات وأبوابها والغدر والقتل فيها .. لأنها لا تمثّل مجتمعه ومحيطه وناسه وعاداته وتقاليده. فهذه الاعمال تضعه أمام الأمر الواقع بنصوص – من كل واد عصا – وبمواضيع غريبة ، عجيبة ومملّة، وما يزيد على ذلك سوء التنفيذ..
أن الدراما اللبنانية – حقيقة – ليست على ما يرام ، وهي بحاجة الى مَن يعيد اليها رونق الفن والإبداع .. خاصة أنه يوجد نخبة كبيرة من الممثلين المبدعين والقادرين على إعطائها أعمالًا قيّمة ..
وكيف لا؟؟
والبعض منهم قيمة فنيّة بحّد ذاتها…
بربكّم يا سادة .. أنقذوا الدراما اللبنانية من أيدي الهواة .. واعطوا لكلّ عمل حقّه من المختصّين لصُنع أعمالٍ رائعة في زمن التقنيات والفضائيات ومواقع التواصل.. لان ما نشهده اليوم في كتابة النصوص والسيناريوهات وحقل الإخراج يسبب للدراما اللبنانية الإحراج.
Leave a Reply