من مفارقة الأقدار التي يُستوجب لها لفْت الأنظار والأبصار تلك الأفعال والأعمال التي نشهدها عند بعض متعهدي الحفلات “الشطّار”الذين يولون إهتماماتهم لإحياء حفلاتهم ” مهما كان وشو ما صار ” ( ولو قدّ ما الزَمَن عَ هالناس جَار و.. كان غدّار) لأن في حساباتهم أن الحياة “إستمرار” والفَرَح وحده المعيار ولا يكتمل (هذا الفَرَح) إلّا بالحَفلَات (اللي بيوصْلوا فيها الليل بالنهار).
جميلةٌ أفكارهم هذه، التي يريدون بها إعمار ليالي الفنّ الحالمة “اللي بتطوّل لـ عْمار” ، وجميلةٌ أقوالهم التي يبثّونها حول حفلاتهم التي يعتقدونها أنها ستنتشل بلدنا الحبيب من المِهْوار وتعيده الى خريطة السياحة العالمية بعد إن عانى ولا يزال من الإنهيار….
وجميلةٌ كذلك حميّتهم الذين يحاولون من خلالها ، أن يبعثوا طاقة إيجابية ولو “قَدْر مِِنقار” لأهلهم ، لعلّ هذه الطاقة الـ ” زغيّورة ” تكون الخمير لإستدرار السعادة التي ستندلق يومًا وتفيض من الـ ” جْرَار”.
والأجمل من كل هذا نَخْوَتهم التي تأبى الإندثار، وروحيّتهم الـ “عَالية العيار”، خصوصًا حين يغارون على تاريخ شعبهم الجبّار ، فيختلقون له مهرجانات فنيّة ، تُعيد لمجدهم الداثر بعض الإعتبار، وتجعلهم ” يُفرقعون ” فرحًا كـ البوشار”.
كلّ هذا جميل.. والأجمل فكرة الإتيان بفنّانين من خارج الوطن والديار ( كأن اللي عِنّا مش قدّ المقام ) لإحياء مهرجانات وحفلات ، يرّوجون لها بإعلانات يُدّق لها ” بالطبل والمزمار ” ويزرعوا “بانويات ” لـ ِ صُوَر نجومهم مع شركات الدعاية على كل ” زاوية ودرب و تلّة ومهوار”.. متحمّلين بطيبة خاطر تكاليف ومصاريف الزوّار ( أي النجوم ) من لحظة دعوتهم حتى مغادرتهم مدرج المطار.
لكن ..
ما ليس جميلًا بأيّ مقدار ، أن نرمي خارج حقلنا الـ ” بْدار”، ونُنفق على نجوم ( ضيوف ) مال بالـ ” قنطار “.
وليس مستهضمًا أن يحوّش و ” يَقّش “هذا النجم عشرات الآف من الدولارات ولا يدفع للنقابة (على غرار نقابات الدول الباقية) ورقة دولار.
وليس مأنوسًا أن يُجعل منه ملكًا مُكللّا بالغار على حساب نجومنا الـ ” كبار ” والـ ” زغار”.
وليس مُستحبًا ان نُعَملق هذا النجم ونزيد على لَمَعَان إسمه الهيبة والوقار.
فمن الممكن أن تكون هذه التقديمات والبروباغندات ” كويّسة ” خصوصًا حين تنبع عن فكر ربْحيّ يعتمده التجّار، في حال كان في بلدٍ وضعه المادي فوق الغيوم بأمتار، أما في وضع بلدنا الحالي فمن الصعب ان نترك أهل بيتنا في حالة عَطَشٍ و” يُزَرزب ” مزرابنا الى ” حَقْلَة ” الجار .
Leave a Reply