…وتستمرّ مَهْزلة (الصويحفيين والصحيفيات) مع كلّ حدث بارز، وبعد الحدث تبدأ الاتهامات وربما الشتائم بحق الصحافة في لبنان، ويا حرام على الصحافة وما أصابها اليوم!
مباشرة يصعد الكلام عالياً حيث يضعون ” المخارز” والخناجر في جرح الصحافة ” النازز”، والتي تشمئّز من هذه المَسْخَرة ومن هذا المَشهد الناشز الذي يتمثّل بمتطفلّين ودخلاء واجيرين ( الفَهيم فيهم عاجز ) عن أبسط أمور هذه المهنة ومفهومها المرتكز على الأصول، والمُرّكز – الراكز على دعائم الحق والحقيقة والفكر والقلم المتمايز الذي يبقى وحده الصادق والحافز لرسالتها القيّمة، رافضةً كلّ الرفض هذه الـ “بَهْدَلَة “التي تبقى عند مُعْتَنقيها سيّدة مُتصابية تعيش على حُلُم الغرائز، وموائد الحفلات، واحكام حضورهم بكذبة إنهم من اهل الصحافة، ويَفْتون ” قَرَفَها ” بتحليل مُتعاجز غير آبهين بالمرارة التي تصيبهم من وراء جهلهم الحائز على أعلى نقاط الفشل.
وكم نُشاهد من هذه الـ” مَسَاطر ” أو أشباح وأشباه الصحافة في إحتفالات عديدة، وكانت آخر مشاهدتنا في حفلٍ لتوزيع الجوائز، حين رَصَدَت عيوننا ” عَيّنة ” لبعض من هؤلاء، وهُم يصطّفون على طول القاطع – الحاجز ، يحملون بأيديهم الموبايلات والى جانبهم بعض الكاميرات المُمَسمرة على ركائز، ينغلون الأرض نغلاً كالمناجز من أجل أن يلتقطوا صورة أو إجراء حوار سخيف مع نجم للـ “وَجْهَنَة ” جاهز ولا علاقة له بالنجومية، فتتمحور أسئلتهم حول أعماله و حياته وعن رأيه فيما لو كان هو بالحفل الفائز .. والى ما هنالك من دَرْدَشات و ” قَرْوَشات “وإبتسامات لا علاقة لها بهذا الإحتفال المتجاوز لكلّ هذه السفافات…
فتراهُم جُهلاء في طرح أسئلتهم، ومتفوّقين في ” سَقَالتهم ” و ” سمجين ” حتى في لَفْتتهم وتعاطيهم مع بعضهم البعض، و أصواتهم مرتفعة دون سبب، وتبدو تصرفاتهم في بعض الأحيان كما نظراتهم هوجاء وفوقية كنَظرة الغنّي الى العائز..
والمَصيبة الكبرى .. أن أغلبهم لا مواقع عندهم ولا مجّلات يطلّون من خلالها على الناس ..
فهؤلاء الدُخلاء هم عِلّة الصحافة ومرضها المتخاوز مع الجهل لضربها .. وليس هناك ثمّة حياء عندهم ولا ضمير رادع وواخز ولا أخلاق ولا من يحزنون..!!
Leave a Reply