ما أبشع وأسخف بعض هؤلاء المُستصحفين المُستضعفين (اللي ناقصهم شوّية وَعي وفيتامين) الذين يتزاركون ويتعاركون على تصوير بعض الإحتفالات والحفلات في كاميرات موبايلاتهم ، متسابقين متشاطرين على أخذ لقطات حصريّة لحدثٍ إحتفالي (بـِ ضَوّي وبـ ِلالي).
فيلتقطون صورًا للمحتفلين الذين يبتسمون ويدَرْدِشون ويقطعون مع بعضهم البعض قالب الكيك ويشربون نخب المناسبة على وَمَضَات ” فتيّشات” ملتصقة على فوهات زجاجات الشمبانيا الـ ” شَرَفيّة “الفارغة، من دون ان يلتفتوا ناحية هؤلاء المساكين المُستصحفين المُتسّكعين الذين يجهدون بتغطية الحدث ( منشان ما ياخود بَرْد) ويستميتون في إلتقاط الصور والفيديوهات لهم ويطرحونها بقوّة على صفحاتهم الفيسبوكية وصفحات مواقعهم يُطبلون الأرض بعملهم التصويري الذي يعتقدونه سَبَق موفّق و بالصور مُرفَق.
والحقيقة المُرّة، ان هؤلاء المُستصحفين الذين لا يعطون قيمة لـ نَفْسهم يقفون ” مُنَهْنَكين ” لاهثين ، مطأطئين رؤوسهم أمام أحصنة الحفل بينما يلملم المحتفلون بعض أمهار (جمع مهر الحصان ) الحضور ممَن يختارونه ويصطحبونه الى مائدة العشاء غير عابئين بجهد ومجهود هؤلاء المُبيّضين الفارغين.. ولا.. يعيرونهم إهتمامًا ولو حتى بكلمة شُكر، تمامًا كذاك الذي يستخدمونه في العرس ليحمل الماء فوق ظهره ويكاد يموت من الظمأ والعطش.
أليس بمثل هؤلاء المخزولين تفقد رسالة الصحافة معناها ومعاييرها؟
أليس بمثل هؤلاء المُستطمحين يستفحل اللاإكتراث عند البعض و” بيوطّي حيط ” هؤلاء الـ “دكّنجيه الفاتحين على حسابُن” فيُنهكون و يُشوّهون الصحافة الحقيقية بمتاهاتهم وحركاتهم الفارغة؟
فـ بَدَل من أن تشتعل ” عِزّة النفس ” عندهم، يبيعونها بـ ” صحن حمّص” وفتافيت من الطبق الرئيسي على طاولة محايدة ، تكون أحيانًا خارج دائرة الـ ” عُزومة “.
فالصحافي الحقيقي هو يبقى الأصل والأساس في كل حدث، وله صدارة المكان وطيب اللقاء لأنه هو مَن ينقل الحدث والصورة والخَبَر ولولاه لما كان كلّ هؤلاء الأحصنة يتباهون في مربض سباقهم.
Leave a Reply