شئتُ ، وعن قناعة ، ألّا أكتب عن المسلسلات الدرامية العربية واللبنانية التي تُعرض في الشهر الفضيل، لآن أيّا منها لم يدخل ولو من نافذة صغيرة الى مساحة إهتماماتي.. لأنني لم أعد أرغب بمشاهدة هذه المواضيع الهجينة، المحكومة بإرادة أصحاب الشركات الفضائية المرهونة لسياسات باتت مكشوفة ومعروفة ( لا مجال للشرح عنها)!
ولم أعد أطق أدوار تلك الشخصيّات النسائية اللواتي تقمن بلعب دور الفتيات المسترجلات والـ ” بومبات ” والمقاتلات والمنضويات بين نتانة العصابات ( التي فَلَقونا بها )..!
ولم أعد أستسغ دور هؤلاء الأبطال من الشباب الذين يمثّلون دور الإجرام والمحرّمات والإتجار بكافة أنواع الرزيلة ..!
كما لم تعد تستهويني قصص الإحتلالات وبطولات المواقف الزائفة والنخوة الزائدة التي ما شاهدناها واقعاً في أيّ وطن عربي.. !
وعلى الرغم من أن بعض الممثلين والممثلات قد أجادوا في تمثيل أدوارهم ،لا نستطع إلّا أن نرفع لهم القبّعة إحتراماً وثناءً. بيدَ أنهم أدرجوهم – كقيمة مُضافة – في المواضيع الدرامية التي بدأت تأخذ طريقها نحو الإنحدار، فتأتي غالبها مسلوقة مليئة بالحَشْو والـ ” لَتْلَتَة”.
وقد إرتضي هؤلاء المُجيدون ( الممثلون ) بما أوكل إليهم من أدوار( ولو على مضض )، لأنهم أضحوا في مواجهة واقع حتميّ ( إما القبول والدخول الى هذه المتاهة وإما الرفض والتجاهل والـ ” قَعْدة بالبيت ” ).
فكلّ شيء بات يُكرّر نفسه .. لكأن الدراما وقفت عند المُنتجين على أبواب عام 2015 ولم تتقدّم منذ ذلك التاريخ ولو بخطوة واحدة..
فمجتمعاتنا اللبنانية و العربية تزخر بالكثير من المواضيع الحياتية القريبة من ناسها، ولو شاء القيّمون على الدراما معالجتها لكثُرت المواضيع والمعالجات، وإستُنبط منها الكثير من المسلسلات التي لا شكّ تثير حفيظة المتابعين على المشاهدة لأنها تُلامس واقعهم المعيوش، ويشعر الكثيرون بأن المواضيع الحياتية الدرامية المطروحة تمثّلهم وتدخل الى عمق مشاعرهم وأحاسيسهم، على عكس ما يُقدّم لهم من قصص تبقى ” مُتَعْملقَة” في فكر صانعيها.
وعلى الرغم من كتابة بعض الصحافيين عن إشادتهم ببعض المسلسلات التي يعملون تحت لواء شركات إنتاجها ( وهذا من صلب عملهم وإن أتى على عماها ).. يبقى رأينا متمثلًا بما نكتبه بكل قناعة وجدّية.
Leave a Reply