أصعب ما تواجهه في الحياة ، أن تشفقَ على “حَدَا.. خلقان منّو حَدَا “ولا يمّر بأحسن حالاته على بال” حَدَا “، فتَحميه وتُداريه وتأويه وتقوّيه وتعزّز من شكيمته وتشدّ من عزيمته .. وحينما يجد نفسه متمّكنًا من بعض الـ “تَغْتَغَة”.. يقف بالقرب من كاحل قدمكَ متناوطًا عليكَ و “بيْفَكّر حالو حَدَا”.
هذه حال بعض صَعاليك الكتابة الذين يدّعون الفَهم ويعتقدون أنهم يَمْتَهنون الصحافة الفنيّة، فكانوا وما زالوا وما فتئوا ( مَفْتوقين بالتقليعة ) حتى الآن ، لأن ” فيتاس ” فكرهم ” مْرَوْكَب ” ولا يمكن حلّ غياراته إلّا عند الـ”مْعَلّمين ” الأخصائيين.
هذا ما شاهدته على هامش لامبالاتي مع بعض هذه الشِلّة التي وَهَبها الله سبحانه لسانًا يفوق بحجمه محدوديّة فَكّيها ، فيبقى ( نسبةً لطوله) خارج شفتيها المُكشّرتين ،مُبَلّلًا باللُعاب ، ماسحًا البقايا “المُجَلْغَمَة” عن الأرصفة وفي زوايا الطرقات… متطاولةً بالسرّ والخفاء على مَن جعلها أن تصبح ” حَدَا”.
فالكثير من هذه الـ “بوطَة ” يَدّعون اليوم ،أنهم رُؤَسَاءُ ومدراء تحرير، والغالبية من أفرادها لم يكتب حرفًا بحياته ولا صاغ فكرة ولا أنشأ موضوعًا بل جلّ إهتمامه التمظهر والـ ” جأجأة ” والتنظير و “الحكي الفاضي ” والبقيّة الباقية منهم يعمل واحدها في أرقى حالاته كـ ” دَلّال ” و ” موّزع دَعوات ” لحفلات فنّان لقاء بَدَل لا يتجاوز بعض الدولارات لمجهوده المجبول بالعَناء.
والمصيبة الكبرى، أن الكثير من هؤلاء التُعساء كانوا وما زالوا ( وسبحان الذي لا يزول ) رقمًا وهميًا في حسابات الكتابة الفنيّة والنقد.
وكم كانوا يتزاركون حين كانوا صغارًا ( على الرغم من كبر سنّهم وطاحونة ضرسهم ) على أبواب بياننا من أجل النصح والرعاية.. وعندما أعِنّاهم وبذلنا من ذاتنا لرفع شأنهم وساعدناهم على ترك الـ “يوبولا ” والسير “دادي دادي” على أمل أن يَشّقوا طريقهم بأمان ودراية .. تَنَصّلوا من معروفنا ، وبدأوا يختلقون البطولات من خلفنا ، ناكرين مِلحنا وخُبز معجننا.. متجاهلين أنهم كانوا وما زالوا ” ما حَدَا”.
كَمَا تاهَ عن بالهم أن الصغير مهما ” تَشَوْرَب” يبقى صغيرًا وأن مَن بدأ يَنْبُت الزُغُب على جسمه.. لا يستطع مجاراة النسور لـ ” عْتَاق”.
Leave a Reply