يعيشُ الصحافي الحقيقي ( ليس المأجور ولا المتصحوف) عمرًا من التَعَب والعَتَب ، يَستذوقُ فيه الخَلّ والحُصرم بَدَل العِنَب.
يَقتاتٌ من ” فَتافيت” النَخالة لتوفير فِلسه كي لا يحتاج يومًا للعجينة المخبوزة في الفرن أو على الحَطَب أو.. لـ مَدّة يد لا تسعفه ولا تفيه بالطَلَب.
فيقضي مشوار عمره يغدق على رسالته من شرايين قلبه، بما يرضي ضميره وربّه، ويمشي حاملًا مشعال الحق على دربه من دون أن يتذّمّر ويَمِلّ ويتعب ويَكِلّ ، شامِلًا بحبّه الجميع ،مُنصتًا ومُنصِفًا للكُلّ.
ويعيش الليالي ساهرًا بين أوراقه .. يكتُب ويَعرُب ويشرُق ويغرُب في البحوث، ويَحسُب كلماته على الميزان .. فلا يَضرُب ويَهرُب كما يفعل الكثيرين من أصحاب الجهالة وبائعي البقالة الذين يَدّعون معه الزمالة، معتقدين أنهم مثله يحملون تلك الرسالة التي أضحت في فكر بعضهم ” تجميع مصنوفات “كـ “سلّ العتالة”.
وعلى الرغم من كَدّه وجَدّه وجَهده و” تَنْميلة ” أصابعه وزنده و”تَجْعيدة” جِلده وفناء عمره وترميد جمره بالكتابة والتحرير والتدقيق والتصوير.. تتساوى قيمته في الحفلات والإحتفالات والمقابلات والدعوات مع أيّ هاوٍ جديد ومُتصحوف فاشل لا يفقه الكتابة ولا يُحسن في مواضيعه الإصابة ولا دَخَل الى صرح الفَهم يومًا لا من النافذة ولا من البَوّابة .
مهزلة كبيرة ، يعيشها الصحافي الكبير بفهمه وعلمه وعمله مع بعض القَيّمين – أصحاب الدعوات – الذين يُساونه بالجلابيط “العضاريط الرعاديد” تحت مُسّمى الزمالة التي جعلها بعض البعض ” فيزا للسهر”.
Leave a Reply