ما أطيب وأهضم وأروع هؤلاء الفنّانين المُجلّين المُحبّين الصادقين الذين يتزاركون بكلّ عاطفة وحنين في كلّ وقتٍ وزمنٍ وحين ، لتقديم واجب العزاء لـ فرد من زملائهم الميامين الذي أُصيب في الصميم بفقدان عزيز أو حبيب أو حسيب أو قريب له .. حتى ولو كانت وفاته في الصين.
فتراهم واقفين في الخارج مُتمهّلين، مُحاطين ببعض أتباعهم المُبيّضين ، منتظرين على عتبة الباب التي لا مجال لدخوله حتى يترافق هذا الدخول مع كاميرات المصوّرين وفلاشاتهم الـ مِضويين..
وعندما تكتمل البابازات والإستعدادات والفذلكات ، يدخلون حينها متأنّقين أمام العدسات، مُتأنيين بمشيتهم، مُستعرضين قامتهم، متدعفرين بمَن حولهم … مُطبقين بلهفة على الزميل المفجوع ،غادقين عليه كلماتهم الـ ” مُبَغْبَغَة ” ( نسبة للببغاء) مُبلّلين وجنتيه بالدموع ، ماطرينه بالقُبَل .. لكأن وحدة الحال بينهم كانت وما زالت على أطيب وأحسن حال.
مشاهد إستعراضية نشاهد عرضها على السوشيال ميديا دائمًا.. ولا نجد هامشًا لها حتى في قاموس الواجبات والعلاقات.
ولا ندري ما هي البروباغندا التي يحصدها هذا الفنان الفهمان من هذه الـ “بوزات ” التي لا تأتي في مكانها أصلًا.
فلو كانت اللهفة حقيقية والمصاب قد أصابهم بالفعل.. لكانوا دخلوا كالبقيّة وقدّموا تعازيهم ” ولا مين شاف و لا مين دري”.
كما لا ندري ما هي النتيجة والسَبَق الذي حقّقهما هذا المُصوّر المغمور والمطمور ببياخة هذا العمل المَكسور والمَطقوق من بدايته.
Leave a Reply