الوجوه ذاتها .. التكريم ذاته.. وحَمَلة الـ ” تروفيه ” ذاتهم .
والشاشات ذاتها.. والمدعوون ذاتهم والحضور ذاته .. والمشاهد ذاته.. وكل شيء يتناقض مع ذاته بذاته ولا يلتقي الاّ على حبّ الظهور و”رَشرَشة “العطور و “تشْعيَلة ” البخور و” شَخْبَرَة ” الماكياج والـ” طَلْس” بالـ “طراطور”..
وحده الذي يتغيّر ، إسم المكان والزمان وإسم الشركة وأصحاب الـ تَرِكَة وإسم الجائزة وشكل الفائز والفائزة ومقاعدالساهرين العاديين الذين يتبدّلون من اليسار الى اليمين …حسب مشيئة المنظّمين..
المشهد يجتّر ذاته وذلك حين ترى الكلّ يتحضّر من أجل أن “يتَغَنّدر” و ” يتمَخطَر ” على السجادة الحمراء متشاوفًا بإزدراء تحت الكاميرات والأضواء غير مبالٍ بنظرات الناس و ” لَكوَشاتهم ” و ” غمزاتهم ” و خلف ما تنطوي عليه هزء ” صَهْصَهاتهم “..
بل الهمّ الوحيد أن ” يتقيصر ” (من إسم قيصر ) كل مَن تطأ قدمه السجادة ، فيعتبر نفسه من السادة ويتباهى بوَهم الواقع الذي ” وَقَع ” ولم نجد من مجبّر ليجبر كسره.
الأسماء في كل زمان ودكان هي نفسها.. تتداول من مكان الى آخر ، والتنظيم نفسه و التصنيف نفسه والوقفة على المنصة نفسها حتى تلعثم المقدمات نفسه حين يحاولن تقديم الفائز الى طبق الضوء.
لا شيء جديد .. ومفيد، ولا على ” المفهوم والنَمَط المرسوم ،مقدار قشّة يزيد ” بل الكل يعيد ذاته في سبحة ما عرفت يومًا الاّ الرقم الأول ، مثلًا: فُلان المطرب الأول، عِلان الممّثل الأول، فُليتان المخرج الأول ،عْلتان المُصمّم الأول.
كذلك الأمر بالنسبة الى الأعمال .. فلا نسمع سوى الفيلم الأول والمسلسل الأول والمسرحي الأول والى آخره من الأوائل التي لا طائل لنا، الا أن نصفّق بحرارة لهذه ” الأول” التي تحتلّ الساحات دون غيرها من الأرقام المتسلسلة والمتعارف عليها، دون أن نعرف من أين أتت هذه ” الأول”ومن أين مولدها؟؟، وكيف تمّت الإحصاءات؟؟.
والحقيقة المرّة التي لا يفسّرها ويدوّرها لنا أحد، تكمن بما تؤول هذه الـ “تروفيات ” على أصحابها من نجومية و” فخفخة “.. وماذا تزيد لحامليها من رصيد شعبي؟؟؟
Leave a Reply