وسط صالة مغلقة، عابقة و عاجقة بكافة أنواع التصنّع والتنعنُع والتضعضُع والضحك على الذقون.. الحُبلى بشخصيات مدعوّة ، أغلبها من صنع الـ تشيكلس والـ كرتون ، مُثقلة بالتصنّع الذي يفضي الى الدَرْوَشة و النغنَشة ، مصبوغة بشتّى الألوان والدهون و” الزيرقون ” التي طالما تُقدِم على مثل هكذا حفل حافل، غافل الاّ من التبرجح وقلّة الدين ،وكلمة الـ sorry التي تتردّد من حين الى حين على أكثر من عدد الثواني للدلالة على النعومة المتزايدة والثقافة المتمادية التي ما كانت تأتي عفو الخاطر إنما للتميّز يا شاطر..
في مثل هذه الصالات ، تتّم عادةً حفلات التكريم والتفخيم لبعض مَن لم يبصروا النور في الفنّ أو لبعض من بدأ ” فتيل ” نجمه بالهبوط والأفول، فيحاول أن يمّكن ” ما سقط عنه من أضواء” على ” سْقَالات ” هذه الدعوات المتجمّلة والمترسملة بعنجهية الفوقية والمشبّعة بضعف النفس و ” كُبُر الخسّ” في الرأس ” لإعتقادٍ عنده أنه سيبرز مجددًا على خانات المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي بصور مصمودة ومرصودة تمرّ على المتابع مرور الكرام.
وفي مثل هكذا أماكن ،يقف مَن كان محظيًا على المسرح مع رفاقه تحت هزالة الأضواء و” فقصات ” الكاميرات غير مصّدق نفسه ، لأن الجوع الذي طالما “فَرْفَكَ معدة “أحلامه سيشبعه في هذه اللحظة التاريخية من مسيرته المجيدة أمام هول هذا الحدث الكبير..
وفي خضّم مثل هذا الجو العاصف والقاصف بنبال النظرات و بـ ” سواد ” النوايا .. كثيرًا ما يعتلي المسرح عريف “طحّيش ” و” حريّف”، بكسر الكلمات وأكل الحروف. يمتدح المكرّم الـ ” خروف ” بمزايا ما قيلت الا لكل ذي سلطان أو صاحب صولجان أو لحاكم من عهد إستبدادية التركمان وديكتاتورية الألمان. فيفوق بتعابيره الوصف والتصوّر،
الأمر الذي يجعل الحضور يتهامس و يتغامز بعيون أشبه بحبّات الزيتون المزّيته، خافيًا ضحكة مدوية في داخله ، لجهتين، أولهما لـ ” غشمَنة” المكرّم الذي لا يعرف لماذا يُكرّم وما صفة الذي يقوم بتكريمه ، وثانيهما لهذا الوصف الخارق الفارق بكافة الحروف والفوارق..
وتكرّ ” بَكرَة ” التكريمات مرّة في الأسبوع ، وتسري على هذا المنوال، وتنطلي على صاحب العزّ ( المُكرّم) الذي لا يفقه ماذا يدور من حوله.
Leave a Reply