من ثقافة التكابر واللاقِيَم، تتكاثر موضة الـ ” تَشَاوف ” و ” الشوفانية”، والفوقيّة عند بعض الجهلاء الذين إعتنقوا، حسب رأيهم- قدسيّة السير بمهنة المتاعب ( الصحافة ) وحملوا رايتها بـ حفلاتهم ودعواتهم وتغطياتهم، وفي الأماكن العامة حيث تتكاثف الوجوه الوامضة والمبهرجة والمصنعة والمتصنعة التي تحبّ الظهور، وتعشق “بريجكتور ” الكاميرا بنرجسيّة قلّ نظيرها. فسيتقعد ( مشتقّة من قَعَدَ= جلس ) كلّ من هؤلاء أصحاب الإعتناق القدسي في بهاتة ضوء أُعّد له من قِبَل صاحب الدعوة، ينظر بعنجهية وقحة الى زملائه المُستقْعَدين مثله الى جانبه أو المنتشرين في كلّ طرف من الصالة، بعين تعبق بالإستخفاف والتكبّر وبنفس مشحونة بمرض العَظَمَة والترفّع ، حاسبًا نفسه من أهمّ الصحفيين والمحرّرين، شاعرًا بـ غُبن وأسف لأن صاحب الدعوة ساواه بغيره من أصحاب هذا المهنة العظيمة!
وبَدَل من أن يتعاطفوا مع بعضهم ويتعاونوا من أجل خلق حيثيّة قائمة على الحبّ المتبادل والنظرة العطوفة والطيّبة، تراهم يتشاوفون على بعضهم كأن كلّ فرد منهم ” خلقه الله وكسر القالب من بعده”…أو “ما فيش غيرك يا شربات”!
وأكثر ما يلفتك بهذه المشهدية المأسوية، أن كلّ واحد منهم يحمل بيده ” مايكروفون ” و ” موبايل للتصوير ” وينتهز الفرصة لإجراء حديث روتيني مع الشخصيات التي تستقتل لإبداء رأيها بموضوع الحدث المتواجدة فيه حيث يأتي غالبًا معسولًا، منّمقًا بطرف الإعجاب والـ ” شي رائع “.
ولو عرف بعض هؤلاء من الصحافيين حقيقة نفسه ومستوى ثقافته وخبرته لرمى الـ مايكروفون ” و ” الموبايل ” وإنزوى في بيته إحترامًا للمهنة التي لا تليق به.
زمن اللاشيئ كما كانت تقول الاسطورة السيدة صباح…الله يرحم صباح ويرحم مهنة المتاعب لكثرة الدخلاء الذين اصابوها بالمتاعب.
Leave a Reply