يتهافت بعض “المايكروفونيين” (الذين يحملون المايكروفون) على الصالات، مُتعثّرين ومُتدَعفِرين ببعضهم البعض وبحفافي السجّادات الحمراء والرقطاء والفوشياء، حاملين “بلاستيكاتهم” (أي مُجسَّدات مايكروفونات مواقعهم)، متناطحين ناحية النجوم – من لهم لزوم ومن لا لزوم لهم – لإجراء محادثات وتصويرهم بموبايلاتهم من أجل “سَبقٍ خاص” لمتابعيهم.
وعادةً ما تكون مقابلاتهم فارغة، مثل وصلات مايكروفوناتهم، ومونتاج أفلامهم، وتبعثر أقلامهم، فهم “يَتَمَشوَرون” جيئةً وذهابًا، “مُتَعَنطِزين” كأنّهم يملكون مفتاح الحفل والربط والحلّ لتلك المناسبة “المُهمّة”.
ويتفاخر كلّ فردٍ منهم بلون “المايكرو” كالصبيّة في أعياد ميلادهم، معتقدين أن تغطيتهم وتواجدهم إلى جانب تلك السجّادة لا يفرق كثيرًا عن وكالات التلفزة العالمية التي تقوم بتغطية الأحداث الكونية التي تنتظرها الشعوب، وربما يصدّقون – وبـ “كبسة زيادة” – أنهم قد تفوّقوا على تلك الوكالات!
ويسألوننا دائمًا:
“لماذا لا تأتون بمايكرو لموقعكم وتتقاسموا معنا هذه السَبقيّة؟”
وقد غاب عن بالهم أننا كنّا السبّاقين والأساسيين فيها… لكن بطريقة احترافية ومهنيّة، بمايكرو حقيقي وكاميرا عمليّة.
وحينما قرّرنا العدول عنها منذ نيفٍ وعقدٍ من الزمن، بدأ أقدمهم- من بعدنا بـ “كمشة سنوات” – يستعمل ما كنّا قد تركناه… ذكرى للتاريخ.
Leave a Reply